قصة جرح !
ليست قصة جرح في القلب، فلست من أصحاب الآهات والشجون
لكنها قصة طالب مدرسي
كان يا مكان في قديم الزمان
طالب مجتهد مطيع، يمشط شعره يوميا ويتناول حبوب الذرة على الإفطار
هذا الطالب سمع بأن شهر رمضان سيكون في أيام الدراسة،
فأعد عدته واستعد وبدأ يأكل ويشرب قبل الشهر بشهر !
لكن رمضان هذا أتى مستعجلا ولم يترك الفرصة لهذا الطالب بأن تكتمل قوته.
في أحد الأيام، خرج هذا الطالب من مدرسته ،
وكان صائما وعاقدا العزم على مواجهة رمضان مهما كلف الأمر،
للأسف فإن الوقت كان امتحانات، والطلاب في أيام الإمتحانات يدفعون ثمن ( المساواة )
التي يتشاركون بها مع الطالبات
فالحافلات المدرسية تنقل الطالبات فقط ولا تنقل الطلاب، وهذه من أجمل مميزات المساواة !
المهم، عاد صاحبنا مشيا على الأقدام مسافة تقارب الـ7 كيلو في جو أبوظبي المنعش،
وصل إلى المنزل وهو يكاد يفقد وعيه من الإرهاق، طبعا بسبب المساواة التي يدفع ثمنها !
بما أنه كان صغيرا وفي الإبتدائية، جاءته أمه وقالت له: هل أنت صائم ؟
لقد أعددت غداء من الدجاج المقلي والرز الأبيض والروب (وكانت أكلته المفضلة )
صمت لبرهة وفكر في نفسه ( سألتني: هل أنت صائم )
هل أقول نعم أم لا ؟
هل أقول نعم وأزيح ما بي من إرهاق، وأستمتع بهذا الدجاج المقلي،
يتبعه كوب أو كوبان من الماء البارد.أم أقول لا، وأقاوم رمضان؟
في الواقع، سمعت أحد الكبار يقول ذات مرة ( فلان صغير لا تخلوه يصوم )
نعم أنا صغير
فصرخ: لا يا أمي لست صائما !
بدأت الوجبات تمطر عليه، فقام بتحويل تلك الدجاجة إلى أحفورة متهالكة،
وذلك الرز والـ(روب) أصبحا في خبر كان !
طبعا بعد أن انتهى صاحبنا من فعلته، وكعادتنا دائما نبكي بعد أن نقتل !
ندم أشد الندم على ما فعل (بعد أن ملأ بطنه)
وقرر أن يعاقب نفسه على فعلته الشنيعة، دخل إلى المطبخ، وجد موسا للحلاقة
ووجد (ولاعة) أو قداحة كما يسميها مدرس اللغة العربية،
قام بتسخين ذلك الموس حتى أصبح لونه كلون الجمر،
ثم مد يده، عند تلك العضلات الكاذبة التي يفخر بها أمام زملائه، جرح نفسه جرحا لا ينساه أبدا !
اليوم هذا الفتى أنهى دراسته الثانوية منذ ما يقارب ال 6 سنوات وهو موظف ويمتلك مدونة سخيفة،
مع ذلك، في كل عام، وحين يأتي اسم (رمضان) مع (الدراسة) يكشف عن يده،
وينظر إلى ذلك الجرح الذي ما زال أثره في يده حتى اليوم !
قبل يومين، سمع بتأجيل الدراسة هذا العام أخيرا إلى ما بعد رمضان،
بعد أن طرح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حفظه الله تصويتا بهذا الشأن
وأخذ برأي الأغلبية من الناس حفظه الله.
نظر هذا الولد إلى ذلك الجرح وقال ( لن يجرح أحمق نفسه بعد اليوم
)
نقل من مدونة عابر سبيل
جزاه الله الفوز فالدارين
..