جمع الصلاة
وكما يجوز للمسافر قصر الصلاة يجوز له الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء وتقديماً أو تأخيراً ، ذهب إلى ذلك جمهور الفقهاء خلافاً للحنفية الذين لا يرون جواز الجمع إلا يوم عرفة للمحرم بالحج جمع تقديم بين الظهر والعصر بأذان واحد و إقامتين ، وفي ليلة المزدلفة جمع تأخير بين المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامة واحدة .
وقد ثبتت مشروعية الجمع بفعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى أنس رضي الله عنه :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما ، فإن زاغت الشمس قبل أن يرحل صلى الظهر ثم ركب " .
وهذا الحديث صريح في جواز تأخير الصلاة في السفر إلى وقت الصلاة الأخرى ، وأما في جمع التقديم فقد ورد في الحديث :"أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب " .
وكما يجوز الجمع للمسافر يجوز للمقيم في حالات المطر والمرض, وللثلج والجليد والريح الشديد, وللمرضع لمشقة كثرة النجاسة , وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر جمعاً ، والمغرب والعشاء جمعاً في غيرخوف ولا سفر قال ابن عباس : " أراد ألا يحرج أمته " .
ولعل هذا الحديث يؤيد الأعذار التي قال بها بعض العلماء كالبرد والمرض وما تقدم, ويعتبر كذلك منفذاً لمن له شغل يتضرر في معيشته إن تركه, وكذلك للأطباء الذين يقومون بعمليات قد تطول ساعات .
حيث صرح الحديث أن الحكمة من مشروعية الجمع هي رفع الحرج ، والمؤمن مؤتمن على دينه, فإن كان في حالة حرج ومشقة كان ذلك طريقاً إلى الجمع بين الصلاتين تخلصاً من الحرج وهذا هو اللائق بمحاسن الشريعة فيراعي المؤمن الرفق بنفسه والحفاظ على دينه .