انتم الفقراء إلى الله..

وثبة شراع

ان لحظة من التأمل .. في هذا الكون الفسيح..العظيم في خلقه..الذي أبدعه الخالق عزوجل..من ثم سخره لابن آدم.. من اختاره ليكون خليفته في الأرض.. ولحظة تامل اخرى.. في انغماسنا في الذنوب و المعاصي..تثير في النفس التعجب... مما يعيشه العاصي من جحود..و انكار لفضل الله عليه... نتكبر على خالقنا عزوجل بذنوبنا..ولا نخجل من غفلتنا..و انفراطنا فيها...
دستورنا العظيم... معجزة نبينا الخالدة.. القرآن الكريم... يحمل في آياته أمثلة كثيرة.. على أمم سبقونا بعصيانهم.. فأخبرنا الله بما فعل بهم... و كيف أخذهم بذنوبهم... ولم نعتبر...!!!
عندما اقرا قوله تعالى الذي وصف به قوم صالح عليه السلام و من بعدهم قوم شعيب عليه السلام:" كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا "
أتأمل هذه الآية .. و هذه الكلمات التي تكررت مرتين في نفس السورة – سورة هود- أقول في نفسي سبحان الله.. فعلا كم مر علينا من أناس عرفناهم..و عرفنا لهوهم و غفلتهم..ثم كانت نهايتهم المفاجئة.. بمرض..او حادث.. فينتهون كانهم لم يكونوا بيننا..كانهم لم يعيشوا... فبم نفعهتم غفلتهم و بعدهم عن ربهم...
ثم أعود و أقرأ قوله تعالى في سورة فاطر:"
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍِ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍِ"
فأخاف على نفسي..و أشفق عليها.... نحن الذين بحاجة الى عبادتنا لله عزوجل يا إخوتي.. أما هو فغني عنا سبحانه و تعالى..ولو شاء لأبدلنا بأقوام آخرين يعبدونه و لا يتركون عبادته...فالأمر سهل عليه عزوجل..

تأمل هذه الآية : ":" وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَِ"
نعم.. انما نجاهد بابتعادنا عن المعاصي..و التقرب من الله بالعبادات و الدعاء و الانكسار بين يديه ..لأنفسنا..نحن الفقراء إلى رحمته التي بها سندخل الجنة...
قف بنفسك مع هذه الآيات... ألا تدرك مدى ضعفك..؟؟ ألا تشعر بالصغر لما تقترفه من معاصي في حق من هو غني عن عبادتك؟؟ ألا تشعرك بالندم.. فتدفعك للتوبة و الرجوع؟؟
يقول ربي القوي العزيز :" لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَِ" الحشر..
الجبل يتصدع.. أفلا تلين انت لذكر ربك...؟..يا من ينبض قلبك..وتدمع عينك..؟!
ألا تتفكر وتتدبر وتتعظ بما يضرب لنا الله من امثال فتبتعد عن المعاصي.. وتقلع عنها بلا عودة لها..؟!
يقول عزوجل:" وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًاِ" الاسراء..

فبفسق الناس..ومعاصيهم ينزل بهم العذاب... فلا تكن من الفاسقين الذي يدمرون أمتهم بمعاصيهم..و يؤخرون عنها رحمة الله ونصره...
بل كن ممن ثبت على الحق..و صبر على طاعته لله.. فقام الليل..وصام النهار..و أمر بالمعروف..ونهى عن المنكر.. وجد في خدمة امته... فيصبح بذلك..ممن ينجون من عذاب الله..عندما يحل على الفاسقين العاصين...
يقول عز من قائل:" ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّاِ" سورة مريم..
ينجي الله المؤمنين من نار جهنم.. فيكرم مثواهم عنده في جنات أعدها خصيصا لهم.. و يذر من ظلم نفسه بالمعاصي.... في نار جهنم ولا يبالي بهم...وبئس المصير..
" كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَِ" يونس..
يعدك الله بأن ينجيك بايمانك... أفلا تطمح نفسك لذلك الفوز...؟!

اسأل نفسك ..عن مدى حاجتك لربك..ورحمته..ومغفرته ..
ثم سر في طريقك.. إما صابرا مقبلا على الله تائبا..تلتمس طريق الحق..حتى تلقاه راض عنك..
و إما أن تظل تتخبط في ظلامك... تائها بين الدروب الكثيرة.. لتكب يوم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون على وجهك في نار جهنم... خاسرا.. لا ينفعك فيها صراخ ولا عويل..او رجاء...!

وأختم بهذه الآيات الكريمة من سورة الشعراء:
"يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَِ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍِ"

اسلوب الكتابة يشبه اسلوب الراحلة مريم بنت سيف المزروعي
فمن هي وثبة شراع ؟
ولك جزيل الشكر يا اخيتي

مواضيعك دائما رايقة مثل صاحبة الموضوع ..
ننتظر كل ما هو جديد (( حنايا الفجر ))
/
/
تقبلي مروري

الموضوع الرائع الذي أعجبك أخيتي
قد خط اسم كاتبه في الأعلى

فكان لــ ( وثبة شراع ) الشكر

وما أنا إلا ناقله للموضوع القيم

بارك الله في كل من قرأ واستفاد

أسأل الله عزوجل تمام الذل بين يديه ...

و الطمع لما في يديه ...

و الصدق في السير إليه ...

بوركتي غاليتي و ثبة و إلى الأمام في العطاء دوما ...

» كيف تعرف انك بامر الله من الصالحين وبامر الله من اهل الجنة
» انقذها الله بصدقة والدها (( سبحــ×ــ‘ــ×ــان الله ))
» حكم اسم الله
» أبو بكر _ رضي الله عنه _
» إذا أحبك الله !!!