الســــــلام عليكم ورحمة الله وبركـــــا ته
ما معنى الحب في الله، وكيف يكون؟؟؟
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير،
سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ...
فإن الحب هو من أسمى وأرقى العواطف الإنسانية، فإذا توجهت هذه العاطفة النبيلة لله تعالى،
وكانت هي محور العلاقات بين المسلمين، ذللت كثيراً من الصعاب، وأثمرت كثيراً من الثمار الطيبة
في حياة الأمة، ولقد جاءت أدلة عديدة تؤكد هذا المعنى الكريم وتبين المكانة الرفيعة لمن أنعم الله به عليه،
منهـــا:
عن عمر بن الخطاب_رضي الله عنه_ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من عباد الله لـ أناساً
ما هم بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم في الله" قالوا: يا رسول الله,
تخبرنا من هم؟ قال: "هم قوم تحابوا بروح الله, على غير أرحام بينهم, ولا أموال يتعاطونها,
ف والله إن وجوههم لنور, وإنهم على نور, لا يخافون إذا خاف الناس, ولا يحزنون إذا حزن الناس.
وقرأ هذه الآية: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟
اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ذكر منهم
"ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه, وتفرقا عليه"
والأخوة في الله لا تنقطع بنهاية هذه الدنيا، بل هي مستمرة في الآخرة, يقول تعالى:
{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }
وفي الحديث القدسي قال عز وجل : " حقَّت محبتي للمتحابين فيَّ
وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ "
إن التحابب في الله والأخوة في دينه من أفضل القربات, ولها شروط ...
أولاً: الحب والمناصرة والتأييد والمؤازرة ومحبة الخير لهم, كما قال عليه الصلاة والسلام :
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
ثانياً: التواصي بالحق والصبر وأداء النصيحة, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتبيين الطريق له،
وإعانته على الخير ودفعه إليه, يقول تعالى: "وَالْعَصْرِ, إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" ويقول تعالى: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ "
ثالثاً: القيام بالأمور التي تدعو إلى التوادد وزيادة الصلة, وأداء الحقوق, قال عليه الصلاة والسلام:
" حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ : قِيلَ مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ،وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ،
وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ "
رابعاً: من حقوق المسلم على المسلم: لين الجانب, وصفاء السريرة, وطلاقة الوجه, والتبسط في الحديث,
قال عليه الصلاة والسلام: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" .
خامساً: من حقوق المسلم على المسلم: دلالته على الخير, وإعانته على الطاعة, وتحذيره من المعاصي
والمنكرات, وردعه عن الظلم والعدوان, قال صلى الله عليه وسلم
" لْيَنْصُرْ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا إِنْ كَانَ ظَالِمًا فَلْيَنْهَهُ فَإِنَّهُ لَهُ نَصْرٌ،
وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ"
سادساً: وتكتمل المحبة بين المؤمنين في صورة عجيبة ومحبة صادقة عندما يكونان متباعدين,
وكل منهما يدعو للآخر بظهر الغيب في الحياة وبعد الممات, قال صلى الله عليه وسلم:
"دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة, عند رأسه ملك موكل,
كلما دعا لأخيه بخير قال الملك المُوكل به: آمين ولك بمثل"
سابعاً: تلمس المعاذير لأخيك المسلم, والذب عن عرضه في المجالس, وعدم غيبته أو الاستهزاء به,
وحفظ سره, والنصيحة له إذا استنصح لك, وعدم ترويعه وإيذائه بأي نوع من أنواع الأذى,
قال صلى الله عليه وسلم : "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً"
ثامناً: من واجبات الأخوة الإسلامية إعانة الأخ المسلم ومساعدته وقضاء حاجاته, وتفريج كربته,
وإدخال السرور على نفسه, قال عليه الصلاة والسلام: "أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس,
وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم, أو تكشف عنه كربة, أو تقضي عنه ديناً,
أو تطرد عنه جوعاً, ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إليَّ
من أن أعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة – شهراً"
تاسعاً: احرص على تفقد الأحباب والإخوان والسؤال عنهم وزيارتهم, عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على
مدرجته ملكاً, فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية,
قال: هل لك عليه من نعمة تربُّها؟ قال: لا, غير أني أحببته في الله عز وجل,
قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه"
وقال عليه الصلاة والسلام: "من عاد مريضاً, أو زار أخاً له في الله
,ناداه منادٍ أن طبت وطاب ممشاك وتبوَّأت من الجنة منزلاً"
عاشراً: تقديم الهدية والحرص على أن تكون مفيدة ونافعة, مثل إهداء الكتاب الإسلامي
أو الشريط النافع, أو مسواك أو غيره, وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقبل الهدية ويثيب عليها.
منقولـــ للفائده ـــ
اعضاء المنتدى الكرام ســ نسطر معاً في هذا الموضوع ... معاني الحب في الله .... كيف نراه ... وما هي حقيقته ....وما مدى معرفتنا به ,,, انه موضوع مشترك يعبر عن وجهات النظر لـــ هذا الحب ....
لنتعلم أصوله وواجباته وكيفيته .... ساعين للرقى بأنفسنا وعلاقاتنا بعون الله ....