معركة الفرقان , أول لقاء عسكري مسلح بين قوى الكفر وقوى الايمان , بين دولة مكة ودولة المدينة
وهي ذكرى غالية وفيها من الدروس والكرامة والعزة ما يدفع لتكرار التجربة أو الحديث عنها على الأقل .
فئة مؤمنة خرجت لاسترجاع أموالها الضائعة المنهوبة
وفئة طاغية متكبرة خرجت بطرا وبحثا عن سمعة وجاه
ومن الدروس المستفادة في بدر :
1- استشارة أهل التقوى من أهل العلم بالدين وأهل الخبرة في أمور الدنيا
ويتضح ذلك جليا عندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من المهاجرين والأنصار في لقاء جيش المشركين، ولقد استجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لمشورة الحباب بن المنذر عندما تحرك الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه، فنزل أدنى ماء من مياه بدر، فقام الحباب بن المنذر وقال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه أو نتأخر عنه أم هو الحرب والرأي والمكيدة ؟ قال: بل هو الحرب والرأي والمكيدة، فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى تأتي أدنى (أقرب) ماء من القوم ثم نغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أشرت علي بالرأي)، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار معه الصحابة حتى نزل بالمكان الذي أشار به الحباب بن المنذر.
فهذه الاستشارة وقبول رأي جندي من الجنود كانت من أسباب النصر وليس نفذ ولا تعترض وفي ذلك أيضا تشجيع النبي لكل الناس على طرح آرائهم والتعبير عنها ثم الأخذ بالأحسن .
2- الأخذ بالاسباب كاملة دون تقصير ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل من يأتيه بأخبار العدو وعبأ اصحابه نفسيا وصفهم حيث وازى بين الميمنة والميسرة والقلب ثم ثم ثم لجأ الى الله بالدعاء في عريشه
3-النصر من عند الله العزيز الحكيم
يجب علينا الإيمان بأن النصر إنما يكون من عند الله وحده مع وجوب الأخذ بالأسباب ولو كانت قليلة، ويتضح ذلك جليا عندما نعقد مقارنة بين قوة جيش المسلمين وقوة المشركين في غزوة بدر، حيث كان عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر، وعدد المشركين تسعمائة وخمسين رجلا، وكان مع المسلمين سبعون بعيرا يعتقبونها، كل ثلاثة على بعير، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه اثنان من الصحابة يعتقبون بعيرا واحدا، وكان مع المسلمين فرسان فقط أحدهما للزبير بن العوام والثاني للمقداد بن الأسود، وكان مع المسلمين ستون درعا، بينما كان للمشركين أكثر من سبعمائة بعير، ومعهم مائتا فرس، وستمائة درع.