كم مرة انتحرت...؟؟

عينان منتفختان... لا تكاد تبدو مفتوحة..من شدة ما نالته من لكمات دموعها...

شفتان جافتان..قد شققهما اليأس...

وجسم قد لوّثته الخطايا...

و رأس.. يعتصره الألم..اعتصارا...

والصدر قد فجرته الأحزان... و الآهات.. تدوي فيه ارجاءه بقوة...

لم تعد تعرف ماذا تفعل...

تناولت قلما وورقة...

وكتبت بوهن..

لقد نساني المركب....و ليس في استطاعتي أن انتظر غيره...

لحظات...

و قطرات من دمها...وقعّت بها كلماتها...

و خمدت الثورة التي كانت في صدرها...

و توقف قلبها....


لقد انتحرت....!!

-------

هذه طبيعتنا.. مأساويون حتى في حل مشاكلنا..

تُرى لو ان ذرة أمل كانت تنبض في قلبها..

لعلمت ان الركب لا ينسى احدا يود ان يلحق به...

و أن الركب في الأساس... لن يتركها و يرحل الا بارادتها....

ولعاشت بروح جديدة...تائبة...وسعيده..

لكنه الانسان..مستعجل في كل شئ..حتى لو ادى استعجالة الى هلاكة و خسارته...

لكل منا أخطاء..و زلات..

علاجها ليس بالانتحار... و لا أعني به قطع أوردة المعصم..او تناول سم ما..

بل أعني بالانتحار...هو عندما نتمادى في الخطايا و الزلات.. ظنا منا أننا لا فائدة منا...
فنستمر في ارتكابها...ونحن على يقين من عاقبتها الوخيمة... تماما كتلك التي تلي الانتحار...خسارة في الدنيا و الآخرة...

يقول عز من قائل:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُِ"

هذا فضل الله علينا...أن فتح لنا باب التوبة..ووعدنا بالرحمة و المغفرة...

ابعد هذا الفضل..

ننتحر...!!!!!