ويزيدهم خشوعاً

الأرض القاحلة.. هي تلك الأرض العطشى لما تجود به مزن السماء من غيث..
يصل للأرض بعد رحلة طويلة من الهبوط ..ليرمي بقطراته بين حبيبات الرمل الجافة شوقاً ..فتهتز تلك الحبيبات طرباً...
فتوقظ من نام بينها..من بذور شاخت.. و جعّد وجهها قسوة الجفاف..وطول الانتظار...
فترتوي فرحاً..و تنبت زهراً ..يورق ..ليزهر أنساً...
فتكتسي تلك القاحلة أخيراً.. بثوب بديع من الأزهار..يزيد جمالها سعادتها و حبورها...

وقبل تلك القطرات..
لم تكن سوى..أرض جرداء..!!!
قبيحة المنظر... موحشة المعشر.. قد ارتمى عند أطرافها الشقاء و البؤس...
ترى...؟
كيف هي تلك الأرض التي تملكها...و أملكها...و يملكها كل واحد غيرنا...
و يتفقدها يوميا ..في مرآته...؟؟
ترى...؟
هل يزورها المطر....؟؟ هل ينجدها الغيث...؟؟
أم أنها...
عفراء..قفراء...جرداء...؟؟

أرضك..هي وجهك...هي وجنتك...
وغيثك...دمعك...
ومزنك المحملة بالمطر...
خشيتك...انكسارك...توبتك و عودتك...
حبـــك لربك...

قال عز من قائل..
في وصفه لأولئك الذي لا يفارقهم دمعهم..
اذا ما ذكّروا بربهم...

" وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا "..

أضعف الايمان هنا...

أن تبتل أجفاننا بدموع الخشية... اذا ما ذكّرنا بربنا..في خضم غفلتنا..و ابتعادنا...

واحذر..فلقد قال عزوجل أيضا..:

"فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍِ"


سأتركك الآن...

لتتحسس وجهك....!!