الكعبة هي الموطئ الاساسي لأداء فريضة الحج لذا يجدر بنا ان نلم بقصة بنائها
ان بناء الكعبة يرجع الى عصر ابراهيم الخليل عليه السلام فقد فشت عبادة الاصنام في ذلك الزمن وهجر الناس عبادة الله
فهاجر ابراهيم من بلاد الشام موطن آبائه وأجداده ومعه زوجته هاجر وولدهما اسماعيل واتجه جنوبا حتى حط رحله
في بادية الحجاز بعيدا عن الناس ليكون أسرة تعبد الله وحده.
وعندما شب اسماعيل وبلغ أشده أمر الله تعالى ابراهيم ان يقيم مصلى لتجتمع حوله الناس لعبادة الله وذكره وشكره على ما
انعم عليهم وقد ذكر الله ذلك الحادث بقوله :
( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ) البقرة : 127
فلما اتم ابراهيم واسماعيل البناء أمرهما الله ان يحافظا عليه ويبعدا عنه كل رجس سواء أكان ماديا كالأقذار ام معنويا
كالاشراك بالله قال تعالى : (...وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )
البقرة 125
فالكعبة هي اول بيت وضع للناس لعبادة الله وحده كما يقول الله تعالى :
( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا )
أل عمران : 96 و 97
مات ابراهيم وتبعه اسماعيل عليهما السلام وطال الزمن فأدخل الناس في أمور الحج أشياء منكرة من الشرك وعبادة
الأصنام لهذا بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم للقضاء على الشرك والرجوع الى توحيد الله كما دعا اليه
ابراهيم عليه السلام قال الله تعالى مخاطبا أمة محمد صلى الله عليه وسلم :
(...هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ...)
الحج : 78