مصرع الابتسامة
عاش والبسمة يا إخوان لا
تبرح فاه
الأب الحاني نقاء يشبه
الماء صفاه
ويد الوالد تلتفّ على
الخصر فتعطيه دفاه
بين قلب الوالد المعطاء
طفلٌ
ملأ السعدُ صباه
وفم الطفل يناغي: بأبي
تحلو الحياة!
يومها سُرّ ولكن!
خطف الموتُ أباه!
صاح لمّا جاءه الناعي يوافيه
الخبر
لم يكن يدرك أنّ الموت
ميعاد البشر
ناح! لكن بعدها سلّم لله
القدر
وبقي من غير راعٍ يتخطّى
في حفر
صار باليتم فقيراً
إنما الفقر قيود
وأتى العيد بلا همسٍ ولا
كفّ يجود
ورأى ابنَ الجار في ثوب
جديد ونقود
لمحَ الألعابَ في الكفّ
اشتهاها
ولديه المبلغ الكافي
فاشتراها
غير أنّ الطفل عزّى نفسه:
كنت يوماً..
لم يشأ يكمل: (كنت..)
مَالَ حزناً وتهادى
ثم أعطى الصمت دوراً
راح يطويه الشرود
فرأى طيف خيالٍ طلّ من
ماضٍ ودود
هام بالطيف فناداه:
أبي..
أبي..
غاب!
فارتدّ الصدى يُتماً
هُزم الطفل رُغْماً
فاستلقى..
بكى..
بكى..
وحالُ الطفل يتلو:
ليتك يا (بابا) تعود!
ليتك يا (بابا) تعود!
أحمد الجبري / تعز
**
انتقاء من مجلة مساء العدد (41) ذو القعدة 1428هـ