فتن كثير من المتأخرين بالاعجاز العلمي الى حد صرفهم عن أنواع الاعجاز الأخرى وكأنه ليس هناك إلا الاعجاز العلمي
بل ذهب بعضهم الى تقويل الآيات القرآنية ما لم تقله ليطويها على ما يسميه "إعجازا علميا" ليستعمل هذا الاعجاز فيما بعد للبرهنة على صدق الشريعة الاسلامية وسماوية الوحي القرآني .
وكثرت الكتابات في هذا الصدد حتى أصبحت ظاهرة أو "موضة" إقتناعا بهذا النهج تارة أو لترويج الكتاب و "الكاتب " تارة أخرى , وكأن القرآن الكريم مطية للوصول الى الجماهيرية المغرية .
ومع إيماني المطلق الذي لا يخالطه ريب بسماوية القرآن وأدلتي الكثير على هذا الايمان وعلمي ان القرآن المقدس دعا الى العلم ورغب به وحث عليه , وبالرغم من احترامي للعقلية العلمية , إلا أني أعد للمرة الألف قبل أن أقول إن هذه الآية أو تلك تحمل إعجازا علميا .
ذلك لأن العلم متغير والقرآن ثابت , بل إن الثابت الوحيد لدى العلم هو " التغير" وما إن يأتي شخص بعلم ما "نظرية أو ح ق ي ق ة " حتى يأتي من ينقض هذه النظرية أو الح ق ي ق ة .
وأي حقيقة ؟؟؟؟؟
الحقيقة فقط هي ما يثبته القرآن بشكل صريح , والباقي متغير .
نعم ....
لست متعصبا , أو ضد العلم . معاذ الله .
وللتدليل على ذلك ارجع الى العلم قبل خمسين سنة فقط وقارن بين نتائجه ونتائج العلم اليوم .
مثال : يقولون : القرآن ذكر كلمة يوم 365 مرة وهي عدد أيام السنة و كلمة شهر 12 مرة عدد الشهور .
قلت : إن القرآن يحث على استخدام السنة القمرية وليس الشهرية ,قال الله :" يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ".
وعلى الدكتور زغلول النجار الذي يذكر مثل هذه المعلومات فإن الكرة الأرضية كانت السنة فيها حوالي 2000 يوم وبدأت بالتناقص حتى صارت على ما هي عليه وهي في تناقص مستمر .
فماذا يقول هؤلاء حين تصبح ايام السنة 200 يوم فقط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والأمر نفسه يقال عن نسبة الأرض اليابسة الى البحر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فماذا لو تغيرت النسبة مع ذوبان القطب لصالح البحر أو تبخرت البحار لصالح اليابسة ؟؟؟؟؟؟
سيكون الموقف بلا شك محرجا للدعوة الاسلامية والقائمين عليها يوم ذاك.
لذا أرجو ممن سيكتب في هذا الباب " الاعجاز العلمي " أن يتأنى ويأتي بالمصادر ويسأل أهل العلم .
ولا يعمل بطريقة " قص لصق " "كوبي باست "
ولكم جزيل الشكر